قال اكاديميون، إن التعليم عن بعد أصبح وسيلة أساسية للتعليم الجامعي، خاصّة مع ظهور الحاجة الملّحة للتأقلم والتكيّف مع الأوضاع الحالية التي يشهدها العالم جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا، وأصبحت الجامعات مضطرة لتطبيقه لزيادة فرصة التعلّم للطلبة. وأضافوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الجامعات اضطرت لتطبيق هذه الاستراتيجيات بكفاءة وفعالية لزيادة فرصة الوصول إلى فرص التعلّم من قبل الطلبة، وجعل العملية التعليمية أكثر مرونة للطلاب والمدرّسين مع الحفاظ على جودة التعليم وضبط معاييره بما يعزز التجربة العامة للتعليم. واشاروا الى أنه وعبر هذا التعليم يتمّ اعطاء المحاضرات عبر منصات الكترونية وإرسال المحاضرات والواجبات الدراسية عبر الإنترنت، ويحضر الطلاب محاضراتهم من المنزل، بدلاً من القاعة التدريسية بعد تبني استراتيجيات واستخدامها في الجامعات والكليّات. وقالت عميد كلية الاداب والعلوم في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة الدكتور هديل ساعد، ان ما يحدث اليوم بالنسبة للجامعات قد يجعل من التعليم عن بعد الأمر الطبيعي الجديد، مشيرة الى أن العديد من الدراسات أظهرت أنّ أغلب الطلاّب واثقون بالفعل من كون التعليم المعتمد على التكنولوجيا الحديثة اكثر فاعلية ويختصر الوقت والجهد.
واوضحت ساعد، أن هذه النقلة ربما كانت صعبة لبعض الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات لكن استطاع الكثير منهم التغلب عليها والتماشي مع متطلباتها كونها ضرورة واساسية وخيار لا بديل عنه في الوقت الحالي.
بدوره عبر عميد كلية الاعلام بجامعة الشرق الاوسط السابق الدكتور عزت حجاب، عن ثقته بأن تتمكّن الجامعات واعضاء هيئات التدريس من تقبّل هذا التحدّي والتكيّف مع التغيرات، مشيرا الى ضرورة إجراء الدراسات على ماهية التعليم عن بعد وأنواعه ومميزاته وسلبياته وأفضل الطرائق للاستفادة منه على أكمل وجه .
وأكد الدكتور حجاب، أهمية أن تقوم الجامعات بتوفير استراتيجيات التعليم عن بعد وتطبيق هذه الاستراتيجيات بكفاءة وفعالية، لافتا الى أن الوضع في الاردن هو من بين أفضل الدول في المنطقة. بدوره أوضح عميد كلية الاعلام في جامعة الزرقاء الدكتور أمجد الصفوري، أن التعليم عن بعد يعد المنصة الوحيدة التي توفر للطالب اهداف التعليم والتواصل معه بالإضافة إلى هدفه الأساسي في إيصال المعرفة والمعلومات للطلاب باعتباره الخيار الوحيد لمواصلة التعليم وعدم تسجيل انقطاع يؤثر على العملية التعلمية باكملها. وأكد الصفوري ضرورة توفير فرص الوصول إلى التعلّم وجعل العملية التعليمية أكثر مرونة للطلاب والمدرّسين وتعزيز التجربة العامة للتعليم والتدريس، اضافة الى تعزيز وتطوير المهارات والكفاءات الضرورية دون التأثير على جودته. واكد الصفوري، أنّ طرفي العملية التعليمة يمتلكون المعرفة الرقمية الأساسية في مجالات تخصصاتهم ووظائفهم، مبينا ان التعليم عن بعد اتاح للطلاب فرصًا أكثر للتفاعل مع المادة الدراسية ومع زملائهم نظرًا لأنهم يستطيعون الوصول إلى المادة الدراسية بشكل دائم والتفاعل معها من خلال الدردشات عبر الإنترنت، أو الامتحانات القصيرة أو التعليقات أو غير ذلك.