أكد وزير التربية والتعليم ان عودة الطلبة للمدارس والمؤسسات التعليمية في الاول من ايلول المقبل للعام الدراسي الجديد، امر مطلوب ومبرر لكنها عودة ترافقها مجموعةٌ من الاعتباراتِ والشروطِ الصحيّة؛ حفاظًا على صحةِ الطلبةِ والمعلمين.
وقال الدكتور النعيمي ان قرار العودة وازن بين مطلبين اساسيين هما التعليم والصحة، مبينا ان غياب الطلبة الطويل عن المدارس له كلفته التربوية والاجتماعية والنفسية.
وأضاف الدكتور النعيمي في مؤتمر صحفي مشترك في دار رئاسة الوزراء اليوم الثلاثاء، ان ضمان صحَّة طلبتِنا وكوادرِنا التعليمية يتطلب إجراءات صحيَّة على مستوى المدرسة، في ظل المخاطر الصحية التي قد تحملها عودة الطلبة للمدارس، مبينا ان وزارة التربية تنسق بشكل مستمر مع وزارة الصحة من خلال “البروتكولِ الصحي” الذي تم تطويره للحدِ من هذهِ المخاطرِ ما أمكن.
وشدد وزير التربية والتعليم على اهمية الالتزام بجميع متطلبات وشروط الصحة والسلامة العامة من قبل الطلبة والمعلمين في المدارس والتقيد التام بتطبيق اشتراطات وتعليمات البرتوكول الصحي الذي تم تدريب جميع المعلمين والاداريين في المدارس عليه، ومن ضمنها ارتداء الكمامة.
وبين ان جميع المدارس في المملكة تم تجهزها بكل ما يلزم من المعقمات، فيما سيتم خلال الايام الاولى تثقيف الطلبة صحيا بشأن اجراءات التباعد واستخدام المرافق الصحيّة، وتنفيذ برنامج تعزيز المهارات الأساسية لمعالجة فجوات التعلم خلال الاسبوع الاول من العام الدراسي.
وقال وزير التربية ان الوزارة تعول في ظل هذه الظروف على تعاون ووعي الاهالي واولياء الامور الذي كانوا دائما وسيبقون شركاءَنا الأساسيين في التعليم، داعيا اياهم الى عدم ارسال أبنائهم للمدارس في حالِ ظهور أيّ اعراض مرضيَّة عليهم، فيما دعا الطلبة الذين يتعايشون مع الربو والامراض المزمنة الاخرى الى عدم القدوم للمدارس في المناطق التي تشهد حالات إصابة، وأن يتعلّموا عن بُعد في المنازل، على أن يتقدّموا للامتحانات المدرسية لاحقًا.
ودعا اولياء الامور الى توجيه أبنائهم لعدمِ المخالطة اللصيقة مع أقرانهم، والمحافظةِ على التباعد، ومغادرةِ المدارس فورَ انتهاءِ دوامِهم، موضحا ان جميع المقاصف المدرسية لن تعمل في هذه الظروف، ما يحتم على اولياء الامور تزويد ابنائهم بكل ما يحتاجونه من الغذاء والماء عند قدومهم للمدارس.
وفيما يتعلق بشكل دوام الطلبة والمعلمين في المدارس، اكد وزير التربية والتعليم ان القاعدة العامة تقوم على ان الدوام قائم، لكنه سيبقى دائمًا خاضعًا لتطورات الوضعِ الوبائي في المملكة، وبناءً عليه، طوّرت الوزارة سيناريوهات العودة التي بُنيت وفق اعتبارين أساسيين: المعايير والشروط الواردة في البروتوكول الصحي من حيث المساحة المخصصة للطالب داخل وخارج الصف، ومستوى الحالة الوبائية في المنطقة.
واكد الدكتور النعيمي، ان الدوام في المناطق المفتوحة بالكامل سيبقى بحسب البروتوكول الصحي، كاملا في المدارس التي تحقق شروط التباعد الجسدي (متر مربع للطالب داخل الصف، ومترين خارجه)، فيما سيكون الدوام بالتناوب بين الايام (وجاهي وعن بعد)، في المدارس التي لا تحقق شروط التباعد الجسدي، بحيث يقسم الصف الى نصفين، يتلقى النصف الأول تعليمه وجاهيًا ايام الاحد والثلاثاء والخميس، فيما يتلقى النصف الاخر تعليمه ايام الاثنين والاربعاء.
وأشار الى انه سيتم تخفيض زمن الحصة، بحيث يتلقى النصف المقيم في المنزل تعليمه عن بعد، ويتناوب النصفان أيام الدوام أسبوعيًا.
وفيما يتعلق بالدوام في المناطق المغلقة بحظر شامل، اوضح الدكتور النعيمي، ان دوام المدارس فيها سيعلق ويطبَّق التعليم عن بُعد.
واوضح ان المناطق البينيّة (التي يتم عزلها ولكن لا حظر تجول فيها) انه سيُمنَع الطلبة في البنايات المعزولة، ويطبق نموذج الدوام بالتناوب ضمن نظام المجموعات المنفصلة، وتُقسَّم بحيث يكون نصيب الطالب فيها مترين مربعين داخل غرفة الصف، ويكون نظام التعليم فيها عن بًعد اضافة الى نظام المجموعات المنفصلة، مبينا ان كل مجموعة ستدرس مبحثًا واحدًا أساسيًا في اليوم بواقع ساعتين ثم تغادر المدرسة مباشرةً، وفق الطاقة الاستيعابية بواقع مترين مربعين للطالب، مع التركيز على المواد الأساسية.
ولفت النعيمي إلى انه في حال ظهور حالة اصابة على مستوى المدرسة سيعلق الدوام فيها ويطبَّق التعليم عن بُعد، فيما يطبَّق الحجر المنزلي على كل مرتادي المدرسة ويتبع بالتنسيق مع وزارة الصحة الاجراءات المحددة لذلك.
وبين انه في الأحوالِ جميعِها سيتواصلُ تقديمُ المحتوى التعليمي عبر المنصاتِ والقنواتِ المتلفزة، وفي حال اعتماد التعليم عن بعد كخيار، ضمن أحدِ السيناريوهات السابقة، سيُعتمدُ التقييم عبر المنصات.
واكد وزير التربية انه سيتم تعليق بعض العمليات والخدمات المدرسية من أنشطة رياضية وثقافية وفنية وتقنين الاجتماعات، وستوقف خدمات المقصف المدرسي وستكون الاستراحة قصيرة بفترات متباعدة بين الصفوف، كما سيكون قدوم الطلبة ومغادرتهم في أوقات مختلفة بفواصل زمنية لا تقل عن 10 دقائق.
واشار الى ان هذه السناريوهات ستطبق وفقا لواقع المدرسة من حيث الايفاء بالشروط الصحية والحالة الوبائية، على جميع المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الثقافة العسكرية ومدارس وكالة الغوث، لافتا الى تفريغ أكثر من ضابط جودة ومشرف للقيام بزيارات مدرسية مستمرة لضمان التزام المدارس.
وعرض النعيمي خلال المؤتمر للخدمات الالكترونية التي اطلقتها الوزارة من بدء الجائحة لتسجيلِ طلبتنا المتواجدين حاليًا خارج أرض الوطن، والراغبين في العودة والالتحاق بمدارسنا الحكومية، خلال الشهر القادم، كي يُمكننا من جمعِ معلوماتِ الطلبة، الأسماء والصفوف والأرقام الوطنيَّة وأماكن سُكناهم داخل الأردن لتسهيل توزيعهم على مدارسهم حال وصولهم واستكمال إجراءاتهم الصحيّة، بالإضافة إلى تزويدهم بحساباتٍ ليتابعوا تعليمهم أسوةً بأقرانهم داخل الوطن.
وبين النعيمي ان الوزارة اطلقت منصَّة لمعادلة الشهادات، سواءً الأجنبية الصادرة عن مدارس داخل الأردن، أو الشهادات العربيّة والأجنبية من الخارج، مهيبا بالطلبة لعدم مراجعة إدارة الامتحانات لهذه الغاية لتوفر الخدمة الكترونيا.
ودعا وزير التربية الأهالي والطلبة والمعلمين الى التعاون وبذل الجهود اللازمة لإنجاح العملية التربوية لأجل اردن قوي ومزدهر بتعليم ابنائه وبناته، مؤكدا ان جهودُنا لن تؤتيَ أُكُلَها دون تكاتفنا جميعا.