عندما تنطلق صرخات الاستغاثة من أرض الجبّارين الأحرار من فلسطين والقدس بجلالة الملك عبد الله الثاني، فهي الرسالة الأولى والأخيرة بأن جلالته هو السند الحقيقي لهم ولقضيتهم العادلة، وجلالته ملجأهم من الظلم وانصافهم وداعم صمودهم وحتمي حقوقهم التي كفلتها القوانين، هي الرسالة التي تخرج اليوم من أفواه من لا يؤمنون ولا يرون إلاّ من يدعمهم بصدق الموقف وعمليته.
نعم هو جلالة الملك الداعم الأساسي إن لم الوحيد خلال الفترة الحالية التي يمر بها الفلسطينيون بمواجهة أخطر محتل شهده التاريخ وبأدوات لا بعيد كل البعد عن شكل توازن القوى، وهو اليوم الأمل الأكبر لكل فلسطيني للإنصاف ونيل الحق وايجاد حلول لا تنتقص من حقوقهم وتساندهم في صمودهم.
تاريخيا، لم يبتعد جلالة الملك عن القضية الفلسطينية فكان الداعم الرئيسي لها، وللشعب الفلسطيني، وأبقاها جلالته حاضرة في كافة المحافل الدولية، وأولوية في مراحل مختلفة طغت بها قضايا مختلفة اقليمية ودولية، على الأجندة السياسية، فحرص جلالته على أن تبقى فلسطين قضية مركزية، وأساس لأي حل مرتبط بتحقيق السلام على المستويين العربي والعالمي، وطالما حذّر جلالته من أن ابقاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل شامل وعادل ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واستمرار الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين.
وواصل جلالة الملك مواقفه الداعم لفلسطين قضية، شعبا، وكان جلالته السند والداعم والمغيث الذي لجأت له آلاف الأصوات الفلسطينية خلال الأيام الماضية، طلبا للعدل ورفع الظلم عنهم من الاحتلال الإسرائيلي، وكان جلالته الداعم والمساند بردود عملية وبتنسيق مستمر ومتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، اضافة لإتصالات ولقاءات لجلالته مكثفة جدا لغايات وقف الانتهاكات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى وعلى الشعب الفلسطيني.
وإذا ما قرأنا جهود جلالة الملك خلال الأيام القليلة الماضية، ومنذ بدء قضية حي الشيخ جرّاح في القدس، مرورا بكل الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات التي لحقت بهذه القضية الهامة، ليقدّم جلالته كل ما من شأنه تضميد جراح الفلسطينيين على المستوى الإنساني، فيما انطلقت جهود أردنية ضخمة بقيادة جلالة الملك لإنصاف الفلسطينيين من خلال قنوات دبلوماسية وسياسية للوصول إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية وجرائمها التي أفقدت أي أمل لسلام حيّ.
وفي رسالة حبّ ومساندة أول أيام عيد الفطر، قال جلالة الملك «اللهم احفظ اشقاءنا الفلسطينيين وأهلنا في القدس الشريف»، وتابع جلالته «وأشدد من ازرهم»، ليصل لكل الفلسطينيين رسالة واضحة من جلالة الملك بدعمهم والوقوف إلى جانب قضيتهم إلى حين نيل حقوقهم، فكان لكلمات جلالته الأثر الأكبر في نفوس الفلسطينيين كافة سياسيا وشعبيا، والشعور بوجود سند يدعم صمودهم ويجعل منهم أكثر قوّة في الحق.
وكتب جلالته في عيد الفطر بتغريدة على حسابه تويتير (اللهم تقبّل صيامنا وقيامنا، وأعنّا على حمدك وشكرك، واحفظ أشقاءنا الفلسطينيين وأهلنا في القدس الشريف، واشدد من أزرهم)، فكانت إشارات ملكية سامية غطّت احتياجات شعب بحاجة لمن يدعم صموده، ويسانده.
وفي رسالة دولية هامة، في كلمة ألقاها جلالة الملك خلال مشاركته، عبر تقنية الاتصال المرئي، أمس الأول في أعمال قمة «نداء كرايست تشيرش» للتصدي للتطرف وخطاب الكراهية على الإنترنت، حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من ترك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل شامل وعادل ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن ما ينتج عن الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل ضد المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين من عنف، يهدد الاستقرار والأمن، ويغذي التطرف ويعزز خطاب الكراهية.
هي رسالة هام يوجهها جلالة الملك أمام دول العلم وفي مناسبة دولية نظّمت لغايات التصدي للتطرف وخطاب الكراهية، بضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة، لأن من وراء ذلك مزيد من العنف الذي يعدّ الظلم وعدم العدالة مغذيه الأساسي، ليضع جلالته القضية الفلسطينية بصورتها الحقيقية أمام كبرى الدول الباحثة عن أسباب للعنف وسبل التصدي له.
وفي هذه الأثناء، لم يتوقف التنسيق الأردني الفلسطيني، المستمر على مدار الساعة، حيث حرص جلالة الملك على التواصل مع الأشقاء في فلسطين، فقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أهمية مواصلة التنسيق بين الأشقاء العرب والأطراف الفاعلة لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية القدس الشرقية، وضرورة وقف إسرائيل لإجراءاتها غير الشرعية لتهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس.
كما أكد جلالته رفضه لمحاولات السلطات الإسرائيلية تغيير الوضع الديمغرافي في القدس الشرقية، فيما أدان جلالته في اتصاله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف التي يتعرض لها المقدسيون، وتتناقض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ففي الاتصالات بين جلالة الملك والرئيس الفلسطيني، يؤكد جلالته على الثوابت الأردنية وأن الدعم الاردني مستمر لم ولن يوقف، وصولا أن ينال الأشقاء في فلسطين حقوقهم المشروعة، بدعم أردني ومتابعة شخصية من جلالته وحرص من جلالته لإحقاق الحق.
ونحو مزيد من العمل الدبلوماسي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية، تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا مواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية في القدس لشرقية، والمسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف.
وفي مزيد من قراءة لجهود جلالة الملك في مساندة الأهل في فلسطين ودعم صمودهم، وجّه جلالته الحكومة إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة للأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبتوجيهات ملكية سامية وبالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي سيّرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أمس الأول قافلة مساعدات طبية الى الأهل في القدس ورام الله مكونة من شاحنتين تحمل المواد والمستلزمات الطبية للوقوف الى جانبهم في ظل الظروف الراهنة.
وكانت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية قد فتحت باب استقبال التبرعات النقدية لصالح اشقائنا الفلسطينيين للوقوف الى جانبهم وسيتم تجهيز قوافل الخير والتي سترسل ضمن جسر بري الى الضفة الغربية وقطاع غزة.
يوم الجمعة، وصلت أولى قوافل المساعدات الطبية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين في القدس الشريف ورام الله، والتي جاءات تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، حيث سيرتها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالتعاون مع الحكومة والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إذ أكد رئيس الوزراء بالوكالة توفيق كريشان الذي كان في وداع القافلة، أنه بناء على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم اهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة جراء ما يتعرضون له من عدوان من قبل القوات الاسرائيلية، تم تسيير أول قافلة من المساعدات المكونة من الأجهزة الطبية والأدوية لتلبية احتياجات الاخوة في فلسطين، مؤكدا انه سيتم تسيير عدة قوافل لاحقا.
واشار كريشان الى انه سيكون هناك جسر بري بيننا وبين اخوتنا في الضفة وقطاع غزة لتزويدهم بكل ما يحتاجونه، لافتا الى مواقف جلالة الملك المستمرة بالوقوف الى جانب الاخوة الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة .
وباشرت طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/65، استقبال المراجعين في قطاع غزة وتقديم الخدمة الطبية والعلاجية لهم للتخفيف من معاناتهم وآلامهم، وذلك بعد أن كانت تستقبل الحالات الطارئة فقط، بسبب جائحة فيروس كورونا.
فيما عبّر أهالي القطاع عن امتنانهم وشكرهم للمواقف الأردنية المشرفة تجاه أشقائهم من الشعب الفلسطيني الشقيق، داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الأردن قيادةً وشعباً وجيشاً ويبقيهم سنداً وذخراً للأمتين العربية والاسلامية.
وفي كل يوم عشرات المواقف والرسائل الأردنية بقيادة جلالة الملك يقدّمها الأردن لفلسطين دعما ومساندة، وتأكيد على حقوق في نيلها تحقيق سلام وأمن يسود العالم وليس فقط فلسطين، هي جهود مستمرة لم ولن تتوقف.