الغد – عامر الخطاطبة
فيما عادت ما يسمى بـ” مافيات التحطيب: تضرب مجددا في غابات عجلون، جدد سكان دعواتهم للجهات المهتمة بالغابات والمكلفة بحمايتها، للمواءمة بين عمليتي التوعية بأهمية الغابات، وتشديد الرقابة وتغليظ العقوبات والغرامات على المعتدين.
وكانت كوادر قسم الحراج في مديرية زراعة محافظة عجلون ضبطت أول من أمس، عددا من المعتدين على الثروة الحرجية في منطقة عنجرة، وتحرير ضبط حرجي بحقهم وتحويلهم الى القضاء.
وفي تفاصيل الاعتداء الأخير، وفق مصادر رسمية، فقد قامت مجموعة من الأشخاص بتقطيع سبع أشجار حرجية معمرة من نوع السنديان بالقرب من منطقة القاعدة في عنجرة، حيث سبق هذا الاعتداء بوقت قصير اعتداء آخر على زهاء 20 شجرة حرجية في المنطقة نفسها.
وكان محافظ عجلون سلمان النجادا، ورئيس بلدية عجلون المهندس حسن الزغول، ومدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان، ورئيس قسم الحراج المهندس عاطف الزريقات، تابعوا عملية الاعتداء حتى تم إلقاء القبض على المعتدين وتحويلهم الى القضاء.
و أكد المحافظ النجادا أنه سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين على الثروة الحرجية ولن يتم التهاون معهم، داعيا الى تضافر جميع الجهود الرسمية والشعبية للحفاظ على الثروة الحرجية في المحافظة.
وقال محمود الخطاطبة: مع تجدد الاعتداءات بين الحين والآخر، يخشى ان تتحول مناطق في المحافظة إلى جرداء جراء تكرار أفعال التعدي على الغابات من قبل مافيات امتهنت المتاجرة بالأشجار الحرجية.
وأكد أن أشجارا معمرة ونادرة كانوا يستظلون بها خلال تنزههم، أعدمتها مافيات التحطيب، مطالبا باتخاذ الإجراءات الممكنة من توعية عبر مختلف المنابر، وتغليظ العقوبات إلى الحدود القصوى لوقف هذه العملية بحق هذه الأشجار التي تعد ثروة وطنية ورأس مال المحافظة.
ويقول محمد عريقات إن مناطق واقعة في كفرنجة تضررت كثيرا جراء الاعتداءات، وفقدت الكثير من الأشجار الحرجية خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن الزائر للمنطقة يشاهد العشرات من أشجار الملول والسنديان المعمرة، وقد قطعت من أسفل جذوعها، مطالبا بتشديد الرقابة على تلك المناطق والتحري عن الأشخاص المتسببين بتلك المجزرة وإيقاع أشد العقوبات بحقهم.
وطالب بزيادة كوادر مديرية الزراعة وتعزيز إمكاناتها، وزيادة أعداد الطوافين وعمال الحماية الذين لا يتجاوز عددهم 50 طوافا.
ودعا جاسر السعود إلى الاهتمام بالجانب التوعوي من خلال مختلف المنابر كالمساجد والمدارس والمراكز الشبابية والأندية، مؤكدا أن الاعتداءات ورغم جهود المحافظ والزراعة والشرطة البيئية ما تزال مستمرة، ولاسيما أن المتاجرين، وفي ظل لجوء كثير من الأسر لمواقد التدفئة، أصبحوا يبيعونها بالسوق السوداء بأسعار تصل إلى زهاء 150 دينارا للطن الواحد.
كما طالب بإيجاد تشريعات وقوانين تفرض عقوبات، بحيث تصل عقوبة المعتدين على الثروة الحرجية إلى الحبس لعدة سنوات والغرامة بمبالغ كبيرة لتكون رادعة.
يذكر أن الأجهزة المعنية في المحافظة أوقفت منتصف الشهر الماضي حطابا تم ضبطه وبحوزته طنا حطب قطعت بصورة غير مشروعة، اضافة إلى قطعه 18 شجرة حرجية أخرى، وجرى تحويله للقضاء.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، إن عدد الضبوطات الحرجية منذ مطلع العام الحالي تعد منخفضة مقارنة بالسنوات الماضية، إذ بلغت 42 ضبطا حرجيا، مؤكدا أن مختلف الجهات الرقابية تبذل قصارى جهدها في سبيل القضاء تماما على التعديات التي تهدد الغابات.
وكانت محافظة عجلون أوقفت في وقت سابق جميع انواع رخص الحطب المؤقتة، التي تمنح من قبل مديرية الزراعة للسكان، بسبب التخوف من استغلال هذه الرخص في الاعتداء على الثروة الحرجية، وسط تواضع أعداد الطوافين وإمكاناتهم وحجم ما يواجهونه من تحديات وتهديدات، ومحدودية المكافآت التي يتقاضونها، مقارنة بخطورة وطول ساعات العمل.
وفي العادة، تمنح رخص التحطيب المؤقتة لسكان المحافظة من الفقراء، ولمدة يوم واحد، لجمع الأحطاب اليابسة من الغابات.
وكان طوافون طالبوا في وقت سابق من العام الحالي بتعزيز وسائل الحماية للغابات، واتخاذ أشد العقوبات بحق مافيات التحطيب، مؤكدين أن طبيعة عملهم تعرضهم بشكل شخصي لمخاطر عديدة من قبل هؤلاء الأشخاص، الذين امتهنوا التعدي على الثروة الحرجية في محافظة عجلون.
وأكدوا انهم كثيرا ما يتعرضون للتعدي والتهديد من قبل المعتدين، مطالبين بتعزيز وسائل الحماية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق هؤلاء الأشخاص.
إلى ذلك، أكد المحافظ النجادا، أنه لن يتم التهاون بحق الاعتداءات على الثروة الحرجية وعلى موظفي الزراعة والحراج في محافظة عجلون، مشيرا الى انه سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق الأشخاص الذين يثبت تورطهم في هذه الاعتداءات، مشددا على
أن المحافظة على الثروة الحرجية مسؤولية مشتركة ما بين كل الجهات الحكومية والأهلية والمواطنين.