عباس عواد موسى
(( غيرت مقدونيا الجمهورية اليوغوسلافية السابقة إلى ” مقدونيا الشمالية ” لتتلاشى الفيتو اليوناني الذي عرقل انضمامها منذ استقلالها في بدايات تسعينيات القرن الماضي . فما الذي سيكسبه الحلف من ضمها ؟ )) .
يقول المقدون إنهم يواجهون تهديدات أمنية منذ سنة 2001 من كوسوفا المجاورة حيث شهدت البلاد حرباً أهلية بينهم وبين الألبان الذين تدفقت المساعدات إليهم من كوسوفا . أما الخبراء فيؤكدون أن ضمها يأتي في سباق الصراع مع روسيا الذي يسبق حرب الطرفين القادمة في البلقان .
وتنتظر مقدونيا دعمها بربع مليار يورو سنوياً بدءاً من العام المقبل أي عام انضمامها وذلك لتقوية جيشها . ومقدونيا دولة تفتقر لمنافذ بحرية واقتصادها ضعيف وتعاني من نزاعات إثنية وعرقية ولذا فهي تحتاج مظلة الناتو .
ربما تبدت خشية المقدون من الهيمنة الألبانية قليلاً جراء هذا الوعد . فقد طالبوا مراراً من بلدان أوروبا القوية احتلال مطار بيتروفيتس قرب العاصمة سكوبية حال تجدد حرب البلاد الأهلية . وسيراقب الناتو الموانيء الألبانية – مقدونيا – الموانيء البلغارية على البحر الأسود . وسيسأل أحدكم : ” ألناتو مشغول بوضع البوسنة والهرسك التي تضم جمهورية الصرب – كيان صرب البوسنة – الذي يعتبر قاعدة عسكرية لروسيا ؟ ” والجواب أن ضم الناتو لمقدونيا وقبلها مونتينيغرو – الجبل الأسود – يأتي في تحقيق هدف منع تنامي النفوذ الروسي في غرب البلقان أي البوابة الجنوبية الشرقية للقارة الأوروبية .
ورغم علاقاتي الشخصية العميقة هناك إلا أنني لم أتبين موروث جمهورية الجبل الأسود من يوغوسلافيا البائدة . وقد حاولت لأعرف أكثر عن صفقات دحلان التي امتدت بين صربيا والبوسنة والهرسك ومونتينيغرو .
جاء ضم مونتينيغرو للحلف بعد أن قدمت روسيا طلباً لهذه الجمهورية لكي تمنحها قاعدة في مدينة بار البحرية . وها هو الحلف يسارع الخطى لضم مقدونيا بعد الإطاحة بالحكومة القومية التي كانت تميل لموسكو .
يعرف الناتو أن اقترابه من البوسنة يعني اتساع رقعة الحرب العالمية القائمة . ويريد من ضمه لمقدونيا محاصرة قوة النفوذ الروسي .