رقية القضاة
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ** وإن ذكـر الأكارم فاذكـرينـا
بأنّا خير أهل الارض نهجاً ** وأنّا خير أهل الارض دينا
وأنّـا بالرسول كـرام قــومٍ ** وأنـا بالإلــه الأكـرمـونــــا
جبلنا من تـراب غيـر أنــا ** بدين الله صرنا الأفضلينــا
نهلنا من معين الحـق نهلاً ** عصيا فوق كـيد الكائدينــا
إذا افتخروا بنحن بني فلان ** فنحن إلى المشفَّع منتمينــا
وإن قالوا ديانتنــا كـذاكــم ** فنحن بحمد ربّي مسلمونـا
وكان الشّرك منهج كلّ حيٍّ ** فأشرق منهج التوحيد فينـا
إذا نادت مآذننـا صـلاة ** وقفنـا راكعين وساجدينــا
ترى هاماتنا لله تحنى ** وتدمع رهبة منّا العيونـــا
ولا نحني لغير الله هاماً ** ولا نخشى بنصرته المنونا
رسول الله قد أشرقت فينا ** بهـدي عـمَّ كلّ العالمينـــا
كشمس نورها غمر الروابي ** بدفءٍ رائعٍ ألِقٍ حنــونــا
وغيث عم منهلاً وسقياً ** من الرحمات تروي الظامئينا
فصارت مجدبات البيد خضراً ** *وصار لصمتها الطاغي لحونا
وغردت البلابل في ربيٍع ** فأطربت الأزاهر والغصونا
لمولد أحمد في القلب وقعٌ ** ومعنى فاق وصف الواصفينا
رسول بلّغ الآيات حقاً ** وما أثناه لوم اللائمينا
فبلّغنا الرسالة دون نقص ** ودون زيادة فطناً أمينا
محمد سيد الأكوان فخراً ** وذخراً للأولى والآخرينا
أتم الله نعمته علينا ** وبالإسلام والهادي هُدينا
فما فتئت بيارقنا سعاة ** تبثّ الخير بين العالمينا
بشرع محمد سدنا البرايا ** وآي في صدور الحافظينا
ونتبعها ومنهجنا هداها ** وسيرة أحمدٍ والتابعينا
إذا ذكر النبي صلاة ربي ** عليه تفطرت كبدي حنينا
ويفدي المصطفى بالروح منا ** إذا يوماً لنصرته دُعينا
وتفديه الأحبة والذراري ** وما ملكت أيادينا ثمينا
وحبّ محمد فينا أصيل ** وفي أعماقنا باقٍ مكينا
ودعوته وسنّته لدينا ** تزيد مهابة وتعيشُ فينا
ونذكره على مرّ الليالي ** وروضته نزور مسلِّمينا
عليه صلاة ربي كل حين ** وآلٍ ثم صحب طاهرينا