
عماد المرينة بني يونس
جامَلَهُ مُجامَلَة : أي أسمعه كلامًا لطيفًا سرَّ مسمعَهُ حتى وإن لم يكن فيه حقيقةً، والسبب في أغلب الأوقات هو تسيير الأمور وإزالة العقبات من الطريق ، ومن هنا تبدأ الرحلة.
وللمجاملة أنواع كثيرة :
منها بالكلام المنمق المعسول ، وقد تزداد الجرعة إلى أن تصبح بالزيارات ، ورحلات الهش والنش ، وكل هذا ليس لمحبة الشخص واحترامه لذاته ، بل لهدف دفين وقد يكون مشترك بينهما ( مشيني بمشيك) ، والأدلة كثيرة في هذا السياق خصوصًا في العلاقة التي تنشأ ما بين الرئيس والمرؤوس.
حقيقةً عندما أرى المجتمع من حولي الذي يغلب عليه المجاملة ، أشعر بمدى الوهم الذي نعيش، وأرى حجم المعاناة التي تلحق بالمجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر ، حتى أنه صار من الواضح للجميع رؤية من هم ليسوا من هذه الفئة، والسبب قلتهم في الوسط ، وللأسف من الناس من ينعتهم بمصطلحات متعددة مثل : ( جامد، شقفه واحدة، متعصب، متحجر… الخ) على الرغم من احترامهم لأنفسهم ، وحفاظهم لمبادئهم ، وعدم التجرء والتغول على حقوق الآخرين.
ومن هنا أصبح لزامًا علينا أن ننوّه إلى تلك العلاقات المنمقة وأثرها في بث سمومها في مجتمعاتنا رويدًا رويدا ، وأصبح من الضروري إنصاف الحق ومحاربة تلك العادة السيئة وكل من يتمثل بها ، والسبب الرئيس لذلك هو ما سيترتب عليها من نتائج ستفتك بنا عاجلًا وآجلًا.
#ختامًا
لا تجامل على حساب دينك ووطنك وشرفك وكرامتك ، لأن التاريخ لن يذكرك إلا مرةً واحدة، فاحرص أن تكون ممّن إذا ذُكروا في المجالس رُفعت لهم القبعات حتى من أعدائهم.
والله من وراء القصد